الاسم: مركز الصادقين (عليهما السلام) للبحوث والدراسات والحقيق.
اسم الكتاب: الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) وأثره في العلوم البناء
والعقليّة.
رقم الإصدار: العاشر.
رقم الطبعة: الأولى.
القسم: قسم الاستشراق والحداثة.
المؤلف: أ.د قائد كامل حميد البندر التميميّ.
نبذة عن الكتاب
مقدّمة المركز:
الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون، ولا
يُحصي نَعماءَه العادّون، ولا يُؤدّي حقّه المجتهدون، والصلاة والسلام على خير
الأنام، والسادة الكرام، أعلام الهدى، ومصابيح الدُجى، النبيّ الأمين محمد، وآله
الطيّبين الطاهرين.
انطلاقًا من محورية أهل البيت (عليهم السلام) في الإسلام، وما لهم من المقام عند الله
تعالى، وعظيم ما علّمهم من العلوم، ورفيع سماتهم الأخلاقية العالية، فقد دأبت
العتبة العبّاسية المطهّرة على السعي الحثيث في جمع كلِّ ما يرتبط بهم (عليهم السلام)، والعمل على تحقيقه وإعادة ترتيبه وتنظيمه،
ثمَّ إخراجه إلى الملأ بحلته الجديدة، معتمدة في ذلك على مؤسساتها ومراكزها
العلمية والتحقيقية.
ومن بين هذه المؤسّسات والمراكز العلمية كان
لمركزنا -مركز
الصادقين (عليهما السلام) للبحوث والدراسات والتحقيق- السعي الجادّ،
والخطوات الواثقة في مسيرة خدمة أهل البيت (عليهم السلام)، وبمقتضى تخصصنا ابتدأنا بكلِّ ما يرتبط
بالإمامين الصادقين(عليهما السلام) ، معتمدين على عدّة محاور بما يرتبط بالبحث
والتحقيق، ومن المشاريع الرائدة التي سعينا في تنفيذها في خدمة الإمامين الصادقين(عليهما السلام) هو مشروع الرسائل والأطاريح الجامعيّة التي
كتبت في الإمامين الصادقين(عليهما السلام) ، وقد كان العمل ممنهجًا في ضمن مراحل
متعددة، وتفصيل الكلام فيها:
المرحلة الأولى: جمع كلّ ما يمكن من رسائل
الماجستير وأطاريح الدكتوراه المرتبطة بالإمامين الصادقين (عليهما السلام)، وقد أثمرت الجهود بجمع أكثر من ستّين
عنوانًا في مختلف المجالات العلميّة والأدبيّة والتاريخيّة من جامعات العراق.
المرحلة الثانية: الفرز الأوّلي لتلك العناوين،
وذلك برؤية إجمالية عن طريق لجنة أوّلية منبثقة من مركزنا تعتمد قراءة الفهارس والاطّلاع
على مضامين هذه العناوين، وقد تمَّ فرز أربعين عنوانًا صالحًا للتدقيق العلمي كحصيلة
أوّلية.
المرحلة الثالثة: إعداد لجنة علمية متخصصة
للتدقيق العلمي لكلِّ رسالة أو أطروحة، ولأجل تحديد العدد الذي سيكون في هذه اللجنة
فقد تمّ تصنيف عناوين الرسائل والأطاريح بحسب التخصصات؛ كي يمكن تحديد عدد الأساتيذ
المدققين لها، وقد تعددت المحاور التي جمعنا العناوين في ضمنها إلى ثمانية محاور
أو أكثر، والتي منها القرآنية والحديثيّة والأدبيّة والكلاميّة وغير ذلك.
المرحلة الرابعة: بدأنا بالسعي الجادّ في
تشكيل لجنة علمية مؤلّفة من الأساتذة الجامعيين المشهود لهم بالعلميّة والكفاءة في
اختصاصاتهم، كي يباشروا برحلة التدقيق التفصيليّ لتلك الرسائل والأطاريح.
المرحلة الخامسة: وهي نتاج المرحلة الرابعة،
فقد عملت اللجنة العلمية المشكلة على فرز الرسائل الرصينة عن غيرها، وقد خلصت هذه المساعي
إلى فرز عشرين عنوانًا ما بين رسالة وأطروحة.
المرحلة السادسة: الاتّصال بالباحثين الذين
قُبلت رسائلهم وأطاريحهم؛ لتحصيل موافقتهم على نشر جهدهم في خدمة الإمامين الصادقين (عليهما السلام)، وقد بذلنا الجهود الكبيرة لأجل التواصل
معهم، وقمنا بتزويدهم بما سجّله الأساتذة من الملاحظات، وطلبنا منهم مراجعتها
والتدقيق النهائي للرسالة أو الأطروحة.
المرحلة السابعة: تحويل الملفات التي تمَّت
إلى قسم التدقيق في مركزنا؛ لأجل تدقيقها الأخير، وما سجّله قسم التدقيق يرسل إلى الباحثين
لتعديل ما ألحظ.
المرحلة الثامنة: وهي المرحلة الأخيرة وبها
تصل الرسالة أو الاطروحة إلى قسم الإخراج والإعداد الفنّي في مركزنا.
وبهذا يكون المركز قد أنهى عمله مع هذه
الإنجازات العلميّة للأساتذة الأكاديميين، ويتمُّ تحويل الملفات إلى الطباعة
والنشر.
واليوم نضع بين أياديكم الكريمة هذه الأطروحة
الموسومة (الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) وأثره في العلوم النقليّة والعقليّة) لجناب الباحث الموفّق
الأستاذ قائد كامل حميد البندر التميمي، والتي كانت بإشراف الأستاذ المساعد
الدكتور عبد الكريم خيطان الياسري، وقدّمتْ إلى كلّية التربية ابن رشد الإنسانية
في جامعة بغداد لسنة (1434هـ/2013م).
وهذه الأطروحة هي واحدة من سلسلة رسائل
وأطاريح في الإمامين الصادقين (عليهما السلام) والتي سعى مركز الصادقين (عليهما السلام)
للدراسات والبحوث والتحقيق على تتبّعها والعمل عليها وفق معايير علميّة ولجان
متخصصة من الأساتذة الجامعيين، والمتخصصين من طلبة الحوزة العلمية. وهذه الأطروحة
رغم ما تحمله من الجهود العلمية التي يشكر عليها الباحث، فهي تبقى تمثّل رأي
كاتبها فهي نتاج فكره وجهده.
وهي -كسائر الرسائل والأطاريح العلميّة التي
اخترناها- بُذل فيها كثير من الجهد بمباحثها ومطالبها العلميّة المرتبطة بالإمامين
الصادقين (عليهما السلام)، والجهود مشكورة من جميع الباحثين والأساتذة الكرام، وهي
رغم كلّ هذا فهي تبقى تمثل رأي كاتبها، وهي نتاج فكره وجهده ورأيه.
وأخيرًا نحبّ أنْ نطلع القارئ الكريم على بعض
التفاصيل الصعوبات التي قد مرَّت علينا من أوّل العمل إلى ختام هذا المشروع
المبارك وطباعته:
أوَّلًا: من الصعوبة التي واجهتنا هي تحصيل
الرسائل والأطاريح من كلّ الجامعات العراقية، فبعض العناوين التي وجدناها بالبحث الإلكتروني
لم نعثر عليها بسهولة، بل بعضها لم نعثر عليها في جامعة الباحث وإنَّما عثرنا عليها
عند نفس الباحث.
ثانيًا: بعض الرسائل والأطاريح كانت عبارة
عن ملف بصيغة (PDF)، ولم نعثر على ملف بصيغة (Word)
حتّى من الباحث نفسه، وهذا يحتِّم علينا إعادة كتابة البحوث، وبالتالي أخذت منا
وقتًا أطول في إعدادها للطباعة.
ثالثًا: صعوبة العثور على الباحثين،
فإنَّ تاريخ بعض الرسائل أو الأطاريح يرجع إلى عقد أو عقدين من الزمن، وهناك بعض
الباحثين لم نتمكن من الوصول إليهم حتى هذه الساعة، والجهود مستمرّة للتواصل معهم.
رابعًا: كانت العناوين متنوعة ومندرجة
في ضمن تخصصات عديدة، وكلّ تخصص يحتاج إلى أساتذة مختصين لأجل التدقيق، ولم يتيسر
لنا كلّ تلك الاختصاصات إلّا بصعوبة.
وغير ذلك من الصعوبات الفنيّة والمهنيّة التي
واجهت العمل، ولكن جهود الإخوة العاملين في مركز الصادقين(عليهما السلام) ذوّبت الكثير من تلك الصعاب، فأثمرت هذه
الجهود في خدمة الإمامين الصادقين(عليهما السلام) بإخراج هذا النتاج العلميّ للأساتذة الأكارم
من رسائل وأطاريح جامعية، والمرجو أن تكون هذه البحوث نافعة وممهّدة لنشر أمثالها
من نتاج الأساتذة في الجامعات العراقيّة الذين سعوا في نشر تراث أهل البيت(عليهم السلام) القيّم، فكان ما سطرته أناملهم ذخرًا لهم
ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، إلّا من أتى الله بقلب سليم، ويكون صدقة جارية لهم
تدرّ عليهم بالخير الوفير،
والنفع الكبير.
ولا يفوتنا في ختام كلامنا أنْ نشكر اللجنة
العلمية التي تكفّلت بتدقيق كلّ هذه الرسائل والأطاريح وهم كلٌّ من:
1. السيّد الدكتور علاء الدين محمّد تقي
الحكيم (دام توفيقه).
2. السيّد الدكتور مهند مصطفى جمال الدين
(دام توفيقه).
3. الشيخ الدكتور كريم شاتي السراجي (دام
توفيقه).
4. الشيخ الدكتور محمّد جواد كاظم السلامي
(دام توفيقه).
5. الشيخ الدكتور حسام عليّ حسن العبيدي (دام
توفيقه).
6. الدكتور حكيم سلمان السلطاني (دام
توفيقه).
وفي ختام الختام، نتوجه لصاحب النعم الجسام،
اللهِ ربِّ الأنام، بحمده وشكره وثنائه، على عظيم عطائه، وجميل توفيقه، فهو الربُّ
الكريم، وبالعباد رحيم، والصلاة والسلام على محمّد وآله الطاهرين.
لجنة العمل في مشروع الرسائل والأطاريح
مركز الصادقين (عليهما السلام)
تلخيص أحد
الباحثين
في زمنٍ تشتّت فيه الناس بين العلوم
وتنازعوا مصادرها، يلوح في الأفق نجمٌ لا يأفل، يُضيء بنوره مجالات النقل والعقل،
ألا وهو الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام)، رائد المدرسة العلمية الكبرى
التي أثمرت أجيالًا من العلماء والمفكرين.
وقد جاء هذا الكتاب – وهو الإصدار العاشر
من مركز الصادقين للبحوث والدراسات، الطبعة الأولى 1446 هـ – ليؤرّخ لهذا
النور، ويتتبّع أثر الإمام الصادق (ع) في تأسيس الحقول المعرفية المتنوّعة، بقلم أكاديميّ
واثق، ومنهج علميّ دقيق.
الفصل الأول: الأصداء العلمية في زمن الإمام
افتُتح الكتاب بفصل عنوانه الأصداء العلمية
لبعض جوانب المعرفة، حيث تناول المؤلف أبرز المراكز العلمية التي شكّلت أرضًا خصبة
لعلم الإمام، كالكوفة والمدينة، واستعرض جانبًا من دروسه ومدرسته وتلامذته (حتى
ص79).
ثم تناول المجالس العلمية، فبيّن أنواعها:
مجالس الإملاء، المناظرات الفكرية والدينية، ومجالس الوعظ، ثم عرّج على البيوتات
العلمية التي نشأ فيها فقهاء كبار، مثل آل أعين وبني عطية، وختم المبحث بـالتراث
الفكري للإمام الصادق (ع)، وما خلّفه من آثار في العقل الإسلامي.
الفصل الثاني: الإمام والعلوم النقلية
في هذا الفصل، يسبر المؤلف أغوار علوم
القرآن، والحديث، والفقه، وأصول الفقه، واللغة، والأنساب، موضّحًا كيف أنّ الإمام
لم يكن ناقلًا فحسب، بل مؤسّسًا للمناهج، ومُربّيًا لأجيال من المجتهدين
والمحدّثين، وملهمًا للوعي الفقهي.
الفصل الثالث: الإمام والعقل الكوني
وجاء الفصل الأخير ليُبيّن دور الإمام في
صناعة العقل المتكلّم، فبدأ بـ علم الكلام، ونشأته، وتلامذته (ص307–314)، ثم انتقل
إلى أثره في الطب، والصيدلة، والكيمياء، والفلك، والفيزياء، كاشفًا عن عقلٍ سابقٍ
لعصره، لا ينطق عن الهوى، بل يُشير إلى عِلمٍ لدُنّي أُوتيه من بيت النبوّة.
جاء هذا الكتاب حُجّةً علمية شاهدةً على أن
الإمام الصادق (عليه السلام) لم يكن إمام مذهب فحسب، بل إمام حضارة، ووارث علوم
النبوّة، ومرتكزًا أصيلًا لكل فكرٍ نقيّ. وقد وُفِّق المؤلف في عرض ذلك بأسلوب
علمي، وبلغة محقّقة، فجاء سفره زاداً للمحقّقين، ونبراسًا لطالبي الحقيقة.