الاسم: مركز الصادقين (عليهما السلام) للبحوث والدراسات والحقيق.
اسم الكتاب: حواشي على إِرشاد الأذهان
رقم الإصدار: السابع (3) اجزاء.
رقم الطبعة: الأولى.
القسم: تحقيق.
المؤلف: الفقيه الشيخ محمد بن الحسن بن يوسف الحلي المعروف بـ (فخر المحققين).
نبذة عن الكتاب
مقدمّة المركز:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على خير خلقه محمّد وآله الطيبين الطاهرين.
لا يخفى على المتتبّع أنّ إحياء التراث من أهم المسائل التي ينبغي الاهتمام بها، وأن توكل إلى أهلها كلّ بحسب تخصصه.
وفيما يتعلّق بتراث أهل البيت عليهم السلام، فإنّ ما تعرّض له شيعتهم ومحبيهم من ظلم وقهر وقتل وتشريد على مدى الأزمنة جعل من تداول الكتب مسألة في غاية التعقيد، بل فُقد الكثير من التراث، إمّا حرقًا أو إتلافًا بأيدي الظالمين، أو بسبب عدم معرفة قيمة ما وصل إلى بعض الأيدي، أو بسبب إخفاء الكتب من أصحابها فتلفت بآفة من آفات الزمان، كما حصل لكتب ابن أبي عمير عندما دفنتها أخته في الأرض بعد اعتقاله من السلطة الظالمة.
ولمّا كان البعث الكافر وطغمته أوغلت في دماء العلماء قتلًا، واستمرّت في ظلمهم سجنًا وتشريدًا وتضييقًا، حتّى صار الحصول على كتاب مطبوع عزيزًا، بل كان اقتناؤه جريمة تؤدّي إلى السجن، بل إلى سفك الدم في الكثير من الأحيان، فمن الطبيعي أن يكون الحصول على مخطوط أصعب؛ لندرة وجوده، وصعوبة تصويره مع التضييق في الحصول على أجهزة التصوير، بل كانت منحصرة بأيدي السلطة وأتباعها، إلّا ما تمكّن البعض من إخفائه عن أعين الظالمين، فقام بتصوير بعض المخطوطات مجازفًا بدمه وبكلّ ما يملك.
وبعد زوال هذه الغمّة وهلاك الطاغية، وانبلاج صبح المعرفة، تصدّى مجموعة جيّدة من فضلاء الحوزة لإحياء تراث أهل البيت (عم)، وبدعم كبير من المتولّي الشرعي للعتبة العبّاسية سماحة السيّد أحمد الصافي (دام توفيقه)، فتم تأسيس العديد من المراكز التحقيقية في مختلف المناطق المظلومة، ومنها مركز الصادقين (عما) في النجف الأشرف، وكان باكورة أعمال قسم التحقيق في هذا المركز المبارك هو كتاب (حواشي إرشاد الأذهان) لفخر المحقّقين، فقد تم تحقيقه، وتم الاستعانة بما يزيد على عشرة من طلبة الحوزة العلمية في مقابلة النسخ المخطوطة وضبط نصّ الكتاب.
تلخيص أحد الباحثين
حاشية فخر المحقّقين على كتاب إرشاد الأذهان للعلامة الحلّي (قدّس سرّه) بتحقيق مركز الصادقين للبحوث والدراسات والتحقيق التابع للهيأة العليا لإحياء التراث في العتبة العباسيّة المقدّسة.
من المباحث العلميّة المعمّقة هي مطالب الحواشي الفقهيّة المعمّقة التي كُتبت على المتون المعتمدة عند الإماميّة، ومنها كتاب "إرشاد الأذهان إلى أحكام الإيمان" للعلّامة الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّي (648 هـ ـ 726 هـ)، الذي يعدّ من أهمّ المتون الفقهيّة الفتوائيّة، لِما حظي به من شرح وتعليق وتحشية عبر القرون.
ومن جملة تلك الحواشي: حاشية فخر المحقّقين بقلم تلميذه الشيخ ظهير الدين علي بن يوسف النيلي الذي كان حيّاً في سنة ٧٧٧ هـ، والظاهر أنّها من أهمّ الحواشي التي كُتبت على هذا المتن الشريف.
المؤلّف والمتن إرشاد الأذهان إلى أحكام الإيمان تأليف العلامة الحلّي، للعالم الكبير آية الله على الاطلاق فخر الطائفة أبي منصور الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّي الأسديّ (ؤدرضوان الله عليه)، الكتاب من الكتب التي حوت من المسائل ما لم يحوه غيره، فكان بحق مرشداً للأذهان.
وقد ذُكر في مقدّمة المحقّقين التي كتبها مركز الصادقين (عليهما السلام) ما نصّه: "لم يدع التأليف وبثّ فكر الإماميّة حتى وإن كان راكباً قتب بعير، ولم يترك ذلك في حلّه وترحاله، وما انتشار مذهب أهل البيت عليهم السلام في إيران إلّا نتاج ذلك الجهبذ... ولم يُكمَل من مطوّلاته إلّا النزر اليسير، ومن الكتب التي حظيت بالإكمال كتاب إرشاد الأذهان".
أهمّيّة كتاب الإرشاد:
في قصص العلماء للتنكابني:
"حسبوا مسائل كتاب إرشاد الأذهان إلى أحكام الإيمان فكانت 12 ألف مسألة، ولكن حسبها فخر المحققين فكانت 14 ألف مسألة، وقال بعض الفضلاء 15 ألف مسألة".
ويُقارن بعضهم بينه وبين شرائع الإسلام للمحقق الحلي، فيقول:
"الإرشاد مع اختصار مسائله أكثر من الشرائع، مع حسن ترتيبه، مع أنه لم ينقل الأقوال، ولم يدخل في الاستدلال".
وقال في الذريعة (ج13):
"وهو من أجلّ كتب الفقه وأعظمها عند الشيعة، ولذلك تلقّاه علماؤهم بالشرح والتعليق عبر القرون، من عصر مؤلّفه إلى هذه الأواخر".
حاشية فخر المحقّقين، مؤلِّفها، ومنهجه:
حواشي على الإرشاد: تأليف الفقيه الشيخ محمّد بن الحسن بن يوسف الحلّي (682 هـ – 771 هـ)، بقلم تلميذه الشيخ ظهير الدين علي بن يوسف النيلي، المعروف بفخر الدين، وكان حيّاً في سنة ٧٧٧ هـ.
وقد جاءت الحاشية في ٣ أجزاء، بتحقيق مركز الإمام الصادقين (عليه السلام) للتراث والبحث، ضمن إصدارهم السابع.
منهج المؤلّف في الحاشية واضح في تنظيمه للنصّ، وقد عبّر المحقّق عن ذلك بقوله:
"انتقى ما أراد توضيحه، ويضع قبل التوضيح كلمة (قوله)... نقل فيه كلمات القدماء كالسيد وغيره، فضلاً عن آراء العلامة، وناقشها في بعض الموارد، وأجاب عنها بذكر الدليل بقوله: (والجواب)".
مضامين الحاشية ومصادرها:
تتميّز الحاشية بخصائص: منها: أنّها تشتمل على روايات لمخالفين. وأورد فيها مطالب للمتكلمين والأصوليين. وقام بتمييز الروايات الصحيحة والموثّقة والحسنة، مما يُظهر اهتماما رجاليا واحتكاما إلى قواعد التصحيح في هذا العلم.
هذه العناصر تجعل من الحاشية عملا علميا لا يقتصر على مجرّد التعليق، بل يتضمّن نقاشا اجتهاديّا وتحقيقا في المتن من نواحٍ متعدّدة.
الحاشية المذكورة بقلم الشيخ ظهير الدين النيلي على إرشاد الأذهان التي تمثّل وثيقة فقهية نادرة تكشف عن عمق الجهد العلمي في تلك الفترة، والعناية الكبيرة بمتن العلامة الحلّي، وتعبّر عن امتداد أثر هذا المتن في الساحة الفقهيّة.
ولم يكن الكتاب شرح توضيحي فحسب، بل جاء مقروناً بنقل الأقوال، وتمييز الروايات، وذكر المناقشات، والردود عليها، ممّا يدلّ على فقاهة واضحة لكاتب الحاشية.
وقد أحسن مركز الإمام الصادق (عليه السلام) بإخراج هذا الأثر في ثلاثة أجزاء محقّقة، ليعود مورداً لطلاب الفقه ومادةً للدراسات العليا في فقهنا.
أهمّيّته:
مورد لنفع طلبة الفقه وأساتذة البحث الخارج المهتمّون بمتن إرشاد الأذهان وحواشيه، وللباحثين في التراث الفقهي الإماميّ ممّن يعنون بتحقيق المتون وتحليل المنهج الاجتهادي عند الأعلام، فضلا عن المراكز والمكتبات الحوزوية التي تعتمد على هذه الأعمال في دعم برامج الدراسات العليا، وطلبة الماجستير والدكتوراه في الجامعات الإسلاميّة ممن يبحثون في تطوّر الفكر الفقهيّ ومنهجيّة الحواشي، بالإضافة إلى المهتمّين بتاريخ مدرسة الحلّة الفقهية ودورها في حفظ ورصد مراحل تطوّر الفقه الإماميّ.