البث المباشر اتصل بنا EN


التفاصيل
شرح ابن الناظم على الخلاصة الألفية في النحو المسمى بالدرة المضيئة

الاسم: مركز الصادقين (عليهما السلام) للبحوث والدراسات والحقيق.

اسم الكتاب: شرح ابن الناظم على الخلاصة الألفية في النحو المسماة بالدرة المضيئة.

رقم الإصدار: الخامس (4) اجزاء.

رقم الطبعة: الأولى.

القسم: تحقيق.

المحقق: الشيخ علي الحاشي.

نبذة عن الكتاب

مقدّمة المركز:

الحمد لله الذي خلق الإنسان، علّمه البيان، والصلاة والسلام على سيّدنا ونبيّنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين.

لا يخفى أنّ أهمّ وسائل بيان المراد هو اللفظ، بل هو الأكثر استعمالًا وشيوعًا عند البشرية، ولمّا تشعّبت الحاجات وتنوّعت، كان لا بدّ من وضع قواعد لتمييز مراد القائل، فكان علم النحو، وصار هو عماد اللغة؛ لرجوع علومها إليه في جلّ مسائلها، بل تتوقّف كثير من العلوم على معرفته كعلوم الشريعة من تفسير وفقه وأصوله وكلام وغيرها، ففهم مراد القائل واستخلاص حقائق كلامه متعسّر، بل متعذّر من دونه، فبدونه لا يمكن فهم نصٍّ، ولا معرفة مراد قول قائل.

والذي يهمّنا من هذه العلوم هو العلوم الشرعيّة، فلا يمكن فهم القرآن، ولا كلام النبيّ(ص) أو كلام الأئمّة المعصومين دون الرجوع إلى النحو وقواعده، باعتبار أنَّ القرآن نزل بلغة العرب، وأنّ الرسول(ص) والأئمّة (عليهم السلام) هم أبلغ الناس وأعلمهم بمختلف العلوم ومنها النحو، فكان لا بدّ منه لفهم مرادهم.

وقد كتب الكثير من العلماء، وألّفوا كتبًا لبيان قواعد النحو وضوابطه، ومنها ألفية ابن مالك (الخلاصة)، وهو من أشهر المؤلّفات في النحو، وكان محطّ أنظار العلماء، وخصوصًا النحويّين، فقاموا بشرحه، وتبيين خفاياه وما أبهم منه، ومن هذه الشروح شرح ابن الناظم.

وقد دأب مركزنا على السعي بكلّ طاقاته في خدمة العلم والمعرفة، ولا سيّما المرتبطة بالقرآن والحديث الشريف في مجالي التحقيق والتأليف، ومن ذلك تحقيق هذا الشرح المهمّ، وقد تصدّى لتحقيقه جناب الشيخ عليّ الحاشي (دام توفيقه)، معرِّفًا به ومبيّنًا لأهمّيته بما لا مزيد عليه؛ إذ بذل غاية المجهود في تحقيق نصّ الكتاب، وعرضه على النسخ المختلفة، وتبيين ما اختلف منها، وتوضيح ما أبهم منه، فجزاه الله خيرًا وجعله ذخرًا له يوم لا ينفع مال ولا بنون، والحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين.

تلخيص أحد الباحثين

المؤلف والكتاب

     كتاب الحاشية الناظم على الخلاصة الألفية، المشهور بـ الدرة المضيئة، من الشروح المهمة التي أُلِّفت على متن ألفية ابن مالك.

      ألّفه بدر الدين محمد بن محمد بن مالك (ت 668هـ)، ابن الإمام النحوي الكبير صاحب الألفية. وقد جاء شرحه في حجم متوسط، لا هو بالمطوّل الممل ولا بالمختصر المخل، وإنما قصد به تيسير فهم أبيات والده وشرح مقاصدها. مكانة المؤلف وقربه من مدرسة أبيه جعلا هذا الشرح وثيقة تعليمية ذات أصالة وعمق.

التحقيق والطبعة الحديثة:

تولى تحقيق الكتاب الشيخ علي الحاشي، وصدر عن العتبة العباسية المقدسة ضمن إصدارات الهيئة العليا للأئمة التراث، بإشراف مركز الصديقين للبحوث والدراسات. كانت هذه الطبعة الأولى سنة 2024م برقم الإصدار 5، في 2000 نسخة. وقد افتتحت بمقدمة عُرض فيها التعريف بالمؤلف، ومكانة الألفية، وأبرز شروحها، ثم وصف المخطوطة المعتمدة ومنهج التحقيق، وأُلحقت بنماذج مصورة من النسخة الخطية.

منهج المؤلف في الشرح:

يبدأ المؤلف ببيان معاني الألفاظ في البيت، ثم يوضح القاعدة النحوية بلغة سهلة، ويستشهد بما يناسب من الشواهد دون إسهاب. كما يربط بين الأبيات ويوضح تسلسلها المنهجي، مما يساعد القارئ على تتبع بناء الألفية خطوة بخطوة. هذا الأسلوب يجمع بين الفائدة العلمية والوضوح التعليمي، ويجعل الكتاب مناسباً للمرحلة الوسطى من دراسة النحو.

مكانة الألفية في التعليم:

 

     لا يخفى أن ألفية ابن مالك تعد من أهم المتون التعليمية في النحو العربي، حيث اعتمدها طلاب العلم في الحوزات والمعاهد الشرعية على مدى قرون. وقد كُتبت عليها شروح كثيرة، إلا أن الدرة المضيئة تحتل موقعاً متميزاً لاعتدال حجمها ومنهجها، مما يجعلها ملائمة لطلاب المراحل الأولى قبل الانتقال إلى الشروح المطوّلة.

قيمة الكتاب العلمية:

     يُبرز هذا الشرح جهود أسرة ابن مالك في خدمة النحو، حيث يواصل الابن شرح عمل والده، موضحاً مقاصده ومسهلاً فهمه.

      وهو بذلك يضيف حلقة واصلة بين المتون الأصلية والشروح المتقدمة، ويمنح الطالب مدخلاً متدرجاً إلى علم النحو. وقد أشار المحقق في مقدمته إلى أهمية هذه الحاشية في بناء الملكة اللغوية لطالب العربية.

إن كتاب الدرة المضيئة يمثل شرحاً معتدلاً يجمع بين وضوح العبارة وغنى الفائدة، ويخدم المتن النحوي الأشهر في التراث. وصدوره في طبعة محققة حديثة عام 2024م يتيح للباحثين وطلاب العلم الاطلاع عليه بسهولة، مما يعزز مكانته في الدرس النحوي المعاصر، ويؤكد أن الاهتمام بالألفية وشروحها سيظل حياً ومتجدداً في خدمة العربية وطلابها.

2025 / 10 / 30
140